وفي الرجال "ضلع أعوج"!!
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أخبركم بخير الشهداء؟ الذي يأتي بشهادته قبل ان يسألها" أخرجه مسلم.
ثقة فيك يا صاحب القوامة أطلب شهادة عدلك في نفسك أو في أبناء جلدتك فالرجل أدرى بأخيه، وعن حواء سأحدثكم عن من اشفقت عليها تلك التكوين البشري بالمواصفات الضئيلة ومطالبة بقدرات خارقة، وإنجازات بعظم الجبال والتزامات لابد ان تؤدى على أكمل وجه!
الزوجة امرأة والمرأة كائن أودع به الخالق كل الحنان والعذوبة والرقة والضعف، وحكمت عليها الأوضاع الراهنة بخلع ثوب النعومة وارتداء درع القوة واسراج فرس التضحية وتريدك "المعتصم" الذي ان صاحت "وارجلاه" تجد فيك الحمية والعطف والرحمة وتهب لانصافها رجلاً من فرسان الأمس ورجاله الذين يقولون الحق ولو على أنفسهم فترقق ضميرك مع قلبك وتحذر قول الحسن: كان من قبلكم أرق قلوباً وأصفق ثياباً وأنتم أرق منهم ثياباً وأصفق قلوباً.
عزيزي الزوج كان قدماؤنا يقولون (منك المال ومنها العيال) وانقلبت الموازين، وصار اليوم منها المال والعيال وعليها مسؤوليات البيت ومستلزماته والتربية فتلك الآلة البشرية تعمل خارج البيت وتجاهد عوناً ومساندة وتعود لتؤدي واجباتها المنزلية إما بنفسها أو حتى لو ساعدتها خادمة وهي تشرف وتعدل وتعلم وتتحمل مشكلات تلك العمالة وتبعات تصرفاتها وهي نفسها من لابد ان تتجمل وتغدو بأجمل صورة وأروع مظهر أمامه، وتحافظ على مظهرها ورشاقتها وطلاقة وجهها وارتياح أعصابها كالساعة لا تكل أو تمل وان تراعي مزاجه بعد العودة من العمل وتنتظره بمشاكل محلولة، وواجبات كاملة وتقدير لتعبه ولا يهم تعبها أو كما ذكرت الكاتبة "أميمة زاهد" في أحد مقاطع رسائلها في كتاب "رسالة إلى سيدي الرجل" فقالت: "أنت دائماً تحاصر المرأة حتى تمتلكها ثم بعد ذلك تقتل أجمل ما فيها مشاعرها وعواطفها فأنت تحجر عليها وتصادرها نعم.. فأنت دائماً على حق وأخطاؤك كلها سببها المرأة فهي الجارية وأنت السيد فهي الشماعة التي تعلق عليها اخطاءك وهفواتك ونزواتك فأنت عندما تسافر كثيراً وتنشغل عنها بأعمالك ونزهاتك (ومني نزواتك) وعندما لا تمارس واجباتك المنزلية فالجارية هي السبب فهي التي لم تحافظ عليك ولم تجعل لك البيت جنة وارفة الظلال حتى تستطيع ان تجلس فيها فالجارية يجب عليها ان تتحمل كل شيء وأي شيء في أي وقت ولا أزيد فما ذكر في الرسالة يفي بتلك النقطة.
عزيزي رب البيت ما هو دورك وأين هو في تربية أولادك، وكبير وصغير أمورهم ومشاركتك الفعلية والفاعلة في تلك التربية وتواجدك عمل بأمر كتاب وسنة واتباع لدراسات علمية أثبتت تأثير غياب الأب في تقويم واصلاح الأولاد فكيف بحالك وانت موجود ودورك غائب فلقد أكدت أبحاث (وساوري وسيجمان) في علم النفس ان غياب الأب عامل مهم ويمثل بعداً من أبعاد التغيرات البيئية المؤثرة في السلوك السائد لدى الأطفال على الأقل قبل سن الخامسة، وهذا قد يؤدي لنوع من التعويض الذي يحاول به حماية ذاته بالشللية والعصبية وأثبتوا ان الجناح في المراهقين من أهم أسبابه غياب الأب وضعف علاقات الأسرة ويترتب عليه العدوان على الاخوان والوالدين والاعتقادات الخاطئة بعدم الحب والرعاية والنبذ.
زوج بلا مسؤولية معنوية أو مادية ولا عطاء من سعته، أو احترام لبيته وشريكة حياته المحافظة على كرامته وشرفه وحرمة بيته وأم زينة حياته ماذا يمكن ان نسميه؟
رجل فرغته المرأة من أحمال ومسؤوليات وتكدح خارج البيت لتعينه على الحياة واحتياجاتها وأبنائها وفوق طاقتها تكمل الدور في البيت، وتعاني الأمرين في التربية لتضمن سعادته وتمسك حتى عن مناقشته في هموم البيت والأولاد طلباً لراحة باله، فرغته من كل ثقيل وإذ به بعد الراحة يفكر في البحث عن استكمال مسلسل الرفاهية خارج البيت وليس معها وأولاده ويهتم لملح الطعام كثر أو قل، ويريد التعداد مع أنه لم يؤد حق الأولى ليجعل لها ثانية ويصبح تقييم القوامة بزعمه بضحكة عزيزة على شفته يرى أنها قد تقلل هيبته مع صمت وجمود ورتابة وانتقادات ولا مبالاة حتى بمرضها أحياناً، وقد يستعر من مناداتها باسمها، وكالنكرة يناديها "يا حرمة" وغيرها ومنهم من يترك العمل ويقعد لتصرف عليه وتحمله مع باقي ما على كاهلها، نعم.. المرأة مأكولة ومذمومة... هي كلمة ألقاها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مدوية من ذلك الزمان (من لا يرحم لا يرحم)، (وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، وأيضاً قال عليه أتم الصلاة والسلام (واستوصوا بالنساء خيراً) فهل حال اليوم هو ما وصى فيه نبينا؟ استصرخ الإنسانية فيكم واسألكم بربي وربكم أهذا ما كان لابد ان يصطبغ به البيت المسلم وهذا حال أهله "والنبي كان في خدمة أهله".
.. أيها الرجل نريد ان نلمس قوتك في عدلك وحسن تصرفك ومواقفك وليس بكلمات جميلة كفقاع صابون ترتفع عالياً وتتلاشى وتموت؟
.. لنقولها بلسان حق راح الأستاذ عمرو خالد يفسر فيه خلق حواء من ضلع أعوج، فقال: أنه قد اكتشف ان هذا الضلع الأعوج في الرجل هو المحيط بالقلب ويحميه وأنه لو استقام في ذلك المكان لتضرر القلب ومات الإنسان - ولله في ذلك حكمة - فهل لنا برجال بذات درجة الحكمة والرقي لينادوا بجهلاء عالم الذكور ويقولوا: الله الله بالمرأة فلا يكرمها إلاّ كريم ولا يهينها إلاّ لئيم....؟!